بين الصحة النفسية والجسدية
النفس هي الجانب الأعمق منا فهي بمقابلة الجسد. لها صحة مثله، ونقاط قوة، ونقاط ضعف، وتزدهر في أحيان، وتذبل في أخرى، ولكن هل النفس والجسد لهما التأثير المماثل في بعضهم البعض؟
في كتابها"How to Heal Yourself When No One Else Can" حاولت الكاتبة "Amy B. Scher" ايمي بي شير الإجابة على هذا السؤال.
لقد شبهت الإنسان بالشجرة والتربة التي نبتت فيها بالعادات والقيم والمعتقدات، وجذور الشجرة هي الـ (energy system) أو نظام الطاقة الذي يؤثر بالإنسان إيجابًا وسلبًا بالمستجدات عليه ممن حوله في المجتمع، وأوراق الشجر هي أعضاء الإنسان من قلب، وعقل، وغدد، والتي يظهر عليها التأثير ويتدهور حالها أو تظل طبيعية او أفضل حالًا مع التأثير الإيجابي أو السلبي الذي يحصل للتربة ويصل للجذور.
فجودة أوراق الشجرة وحالتها مرهونه بحالة الجذور من التربة، كما صحة الفرد، وأعضاءه، وحالتها مرهونون بكل ما يتعرض ويصل له ممن حوله، وفي تكمله للرد على سؤالنا تقول: التوازن العاطفي يؤثر على جهاز المناعة.
هذا الكلام ليس بغريب جدا، فكم منا تعرض لضغط نفسي ولم يشعر بالارهاق البدني؟ نجد أن أغلبية من يتعرض لمشكلة عاطفية أو صدمة يشعر بآلم في صدره، وبطنه، والأصابة بمشكلة الكآبة تصيب الكثير بالسمنة، وفي المقابل نجد ان من يمرض جسديًا يصيبه اكتئاب.
ماهي العلاقة التي تربط وتؤثر بين الصحة النفسية والصحة الجسدية؟هل في الجانب النفسي حل لعلاج أمراض جسدية؟
الوقاية من الأمراض يمكن أن تحدث من خلال العناية بالجانب النفسي والمشاعر لدينا، فكما قالت الجمعية النفسية ميشيغان "Michigan Psychological Association" ان المشاعر يمكن أن تؤثر على استجابة جسمك للضغوط، والتى يظهر تأثيرها على هيئة صداع الرأس ومشاكل أخرى جسدية، وقالت الجمعية ان العناية بالرفاهية النفسية تحسن من حالات الإصابة وتسرع الشفاء، وفي إجابتها على سؤالنا الأول قالت: إن الصحة النفسية والجسدية تجمعهم علاقة وثيقة، ويمكن أن تشكل علاقتهما الصحة العامة ونوعية الحياة التي تعيشها.
هل يوجد تأثير على المناعة من مشاكلنا النفسية؟ولأي مدى؟
في الإجابة على هذا السؤال نستقرأ تجربة أحدى الحالات التي تحدثت عن تجربتها فقالت تلك السيدة: بدأ الأمر بإصابتي بمرض نادر حيث تعرضت للسع من حشرة حاملة لنوع من أنواع البكتريا، لم يتعرفوا عليه أطباء أمريكا في أول الأمر، وحين تأخرت حالتي ساءت الأمور، فأصبح التحرك صعب والحمى زادت. ففقدت حتى القدرة لأستعمال الحمام، وحتى القدرة لتحريك أيدي ورقبتي أصبحت صعبة، بدأت أشعر بأني مشلولة.
ذهبت للهند في محاولة للعلاج، وبدأت اخذ عشبة على فترات حتى انتهيت منها، تحسنت حالتي ولكن لم أشفى بعد، وبعد عدة محاولات أخرى في رحلة العلاج قال لي الطبيب: أنتِ فقط من تستطيعين علاج نفسك!.
وعدت لبلدي وبدأت رحلة أخرى من البحث والقراءة ،فوجدت أن تأثر كل منا المختلف بنفس المرض يقف وراءه شيءٌ واحد ألا وهو المناعة، وبدأت البحث أكثر وراء المناعة وأسرارها حتى توصلت إلى أن حياتي النفسية السابقة لها تأثير كبير على مناعتي.
تلك الأزمات النفسية، والضغوط، والخوف، كلها كانت لها بصمة وكونت إلى حد ما وبطريقة غير مباشرة جهاز المناعة لدي، فكان من السهل تمكن المرض مني وكنت فريسة سهلة له.
كانت تلك حكاية الكاتبة "Amy B. Scher" ايمي بي شير مع مرضها التي سردتها في الكتاب الذي سبق ذكره، فحسن التعامل مع مشاكلك وحالتك النفسية والسرعة في حلها، له بعد جسدي ومناعي كبير على مر الأيام.
